كنت أظن أن العفو هو تنازل… أن أصفح يعني أن أضع نفسي في موضع ضعف. كنت أرى أن من يؤذينا لا يستحق سوى الردّ بالمثل، حتى أدركت أن هذا التفكير لم يكن سوى سجن صنعته لنفسي بيدي.
ذات مساء، وبينما كنت أراجع أحداث يوم طويل من الخلافات الصغيرة والتوتر، تساءلت: لماذا أُتعب نفسي كثيرًا من أجل من لا يفكر بي أصلًا؟ عندها بدأت رحلتي مع العفو — لا من أجل الآخرين، بل من أجلي أنا.
التحرر من ثقل الماضي
ما الذي نجنيه من العفو؟
-
سلام داخلي حقيقي: لا شيء أهدأ من قلبٍ تصالح مع ما حدث. العفو يطفئ النار التي كانت تشتعل فينا بصمت.
-
صحة أفضل: أثبتت الدراسات أن من يغفرون يتمتعون بمستويات أقل من التوتر والضغط العصبي، ونومٍ أعمق، وطاقةٍ أعلى.
-
علاقات أكثر نضجًا: عندما نتعلم أن نغفر، نكفّ عن المطالبة بالمثالية في الآخرين، ونرى الإنسان في ضعفه لا في خطئه.
-
نضج روحي وإنساني: العفو هو أسمى مظاهر القوة، لأن فيه وعيًا بأن الألم لا يجب أن يولّد ألمًا آخر.
العفو لا يعني النسيان
كثيرون يخلطون بين العفو والنسيان، بينما الحقيقة أن العفو هو تذكّر بلا ألم. نحن لا نمحو الذاكرة، بل نعيد كتابتها بمعنى جديد. نرى فيها درسًا لا ندبة، تجربةً لا هزيمة.
كيف نبدأ بالعفو؟
-
اعترف بالألم، لا تنكره.
-
افهم دوافع الآخر، فقد يقودك الفهم إلى التعاطف.
-
اختر العفو بوعي، لا لأنه واجب اجتماعي، بل لأنه طريقك إلى الشفاء.
-
ادعُ للسلام، حتى لمن أساء إليك، لأنك بذلك تحرر نفسك قبل أن تحرره هو.
