نقضي معظم حياتنا بين ما مضى وما لم يأتِ بعد.
نأسف على أخطاء الأمس، ونقلق بشأن تحديات الغد، وننسى شيئًا في غاية الأهمية: اللحظة التي نعيشها الآن.
كثيرون يظنون أن السعادة هدف بعيد، مرتبط بتحقيق إنجاز كبير أو تغيير جذري في الحياة، لكن الحقيقة أبسط من ذلك بكثير. السعادة تبدأ عندما نتوقف عن الهروب من الحاضر، ونتعلّم أن نعيش اللحظة كما هي.
لماذا نهرب من الحاضر؟
لأن الحاضر أحيانًا يكون مؤلمًا أو غير مثالي.
نقارن أنفسنا بالآخرين، نضغط على أنفسنا لنكون أفضل بسرعة، ونحمّل عقولنا ما لا طاقة لها به. فنجد أنفسنا مشتتين، متعبين، رغم أن حياتنا قد تكون مستقرة ظاهريًا.
العيش في اللحظة ليس تجاهلًا للمستقبل
العيش في اللحظة لا يعني أن نتخلى عن التخطيط أو الطموح، بل أن نُحسن التعامل مع الوقت الذي بين أيدينا.
أن نؤدي ما علينا اليوم بإتقان، دون أن نستنزف أنفسنا بالخوف مما لم يحدث بعد.
كيف نبدأ؟
-
أن نمنح انتباهنا الكامل لما نقوم به، مهما كان بسيطًا.
-
أن نُصغي لمن حولنا دون استعجال أو تشتيت.
-
أن نتقبّل مشاعرنا بدل مقاومتها أو إنكارها.
-
أن نُقدّر اللحظات الصغيرة: فنجان قهوة، نزهة قصيرة، حديث صادق.
الطمأنينة نتيجة طبيعية
حين نعيش اللحظة، يهدأ العقل، وتخفّ الضغوط، ونشعر بسلام داخلي لا يعتمد على الظروف.
نصبح أكثر وعيًا بأن الحياة لا تُقاس بعدد الإنجازات فقط، بل بعمق التجربة التي نعيشها.
في الختام
قد لا نستطيع التحكم في كل ما يحدث لنا، لكننا نستطيع دائمًا التحكم في كيف نعيشه.
وحين نختار أن نكون حاضرين بوعي، نكتشف أن الطمأنينة لم تكن بعيدة… بل كانت معنا طوال الوقت.
