لم أكن أفهم في البداية لماذا لا يأخذني البعض على محمل الجد.
كنت أتحدث، فلا يُنصت أحد.
أقدّم رأيي، فيمرّ كأنه لم يُقال.
كنت أظن أن الاحترام يُمنح تلقائيًا، لمجرد أنني أتعامل بلطف وأساعد الآخرين.
لكن مع الوقت، أدركت الحقيقة الصادمة:
الاحترام لا يُعطى، بل يُكسب.
ذات يوم، في اجتماع العمل، قاطعني أحد الزملاء مرارًا.
في الماضي، كنت سأبتسم وأصمت.
لكن تلك المرة، نظرت إليه بثقة وقلت بهدوء:
"اسمح لي أن أكمل فكرتي، ثم أستمع لك."
ساد الصمت.
وتلك اللحظة كانت نقطة التحوّل.
بدأت أتعلم أن الاحترام يبدأ من احترام الذات.
أن أضع حدودًا لما أقبله، وأُظهر قيمتي من خلال أفعالي لا أقوالي.
أن أفي بوعودي، وأعترف بأخطائي، وألتزم بما أقول.
أن أكون صادقًا، حتى عندما يكون الصدق صعبًا.
الناس لا تحترم من يُرضي الجميع، بل من يعرف من هو.
لا تحترم من يرفع صوته، بل من يملك ثقة هادئة.
الاحترام الحقيقي لا يُنتزع بالهيبة أو الخوف، بل يُزرع بالثبات والصدق والاتزان.
اليوم، لم أعد أطلب من أحد أن يحترمني.
أعيش طريقتي، وأعامل الآخرين بكرامة، وأقف بثقة دون غرور.
ولم أعد بحاجة إلى أن أُثبت شيئًا... لأنّ أفعالي تتكفّل بذلك.
